لم يكن مشرفة مجرد عالم وإنما كان «موسوعة» عليماً بفنون الأدب والترجمة ومحباً وعازفاً للموسيقى حيث كان يجيد العزف على آلتى الكمان والبيانو، وكان مشرفة قد أسهم فى الحركة الفكرية المصرية وقام بتأسيس عدد من الجمعيات المتخصصة فضلاً عن مشاركاته فى مجمع الثقافة العلمية ومراكز البحوث حتى الموسيقى فقد أسس من أجلها «الجمعية الموسيقية» بالاشتراك مع محمود الحفنى وأبوبكر خيرى ووديع فرج، وقد تولت هذه الجمعية ترجمة مجموعة من الأوبرات العالمية إلى العربية كما أنشأ قسماً للترجمة العلمية فى كلية العلوم لترجمة الكتب العلمية العالمية، كما وضع القاموس العلمى عام ١٩٣٨م مع محمد عاطف البرقوقى، وفوق هذا اختاره مجمع اللغة العربية خبيراً للجنة المصطلحات العلمية. كان مشرفة ممن أحاطوا بسر تفتت الذرة، وكانت له أحاديث إذاعية بعنوان «أحاديث العلماء»، وكان من تلاميذه الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة التى ماتت فى حادث غامض فى بريطانيا ولمشرفة مؤلفات منها «الميكانيكا العلمية والنظرية» و«الهندسة الوصفية» و«الذرة والقنابل الذرية» و«العلوم والحياة» و«نحن والعلم» وغيرها وهو متدين عارف بالإسلام ينتمى للمدرسة العقلانية البعيدة عن البدع والخرافات، وحين توفى نعاه أينشتاين بقوله: «لا أصدق أن مشرفة مات إنه مازال حياً بأبحاثه». ولد فى١١ يوليو ١٨٩٨م فى دمياط وكان أبوه أحد تلاميذ مدرسة الأفغانى ومحمد عبده وكان مشرفة قد حفظ القرآن طفلاً وفى عام ١٩٠٧ داهمت أسرته أزمة مالية أطاحت بمعظم ثروتها فى مضاربات القطن وقبل أن يؤدى الصبى مشرفة امتحان الشهادة الابتدائية ١٩١٠ توفى والده وبعد حصوله على الابتدائية انتقل إلى القاهرة وقبل حصوله على البكالوريا من المدرسة السعيدية عام ١٩١٤م بشهرين توفيت والدته، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا، وسافر إلى إنجلترا فى بعثة وحصل على البكالوريوس فى الرياضة عام ١٩٢٠م وبقى هناك إلى أن حصل على الدكتوراه فى فلسفة العلوم سنة ١٩٢٣م وأصبح عضواً فى الجمعية الملكية البريطانية. كان مشرفة من الأوائل دائماً منذ سنوات دراسته الأولى، وقد دفعه وازع التحدى لما هو أبعد من التفوق بعدما ضاعت ثروة الأسرة وتوفى الأب ومن بعده الأم، ليثبت ذاته ويقهر هذه التحديات وأخذ ينشر أبحاثه فى المجلات العلمية المتخصصة، وأصبح من المحاضرين فى الجمعية البريطانية وبعد عودته إلى مصر عاوده التحدى وغلبت عليه غريزة النهم إلى العلم ونهل المزيد منه فسافر مرة أخرى إلى بريطانيا، وحصل على دكتوراه أخرى فى العلوم وأصبح العالم الحادى عشر فى العالم، الذى يحصل على الدكتوراه فى العلوم، وأول مصرى يحصل عليها وغار منه البريطانيون وتم رفض طلبه ليشغل موقع أستاذ علم الطبيعة هناك إلى أن قام أحمد لطفى السيد، مدير جامعة الملك فؤاد آنذاك «القاهرة حالياً»، بتعيينه أستاذاً مساعداً فى كلية العلوم فى حين كان يرى مشرفة نفسه أحق بشغل وظيفة أستاذ فلجأ إلى أحد أعضاء مجلس النواب من الوفديين، وكان سعد زغلول رئيساً للمجلس وأثير الموضوع وأصدر على ماهر باشا، وزير المعارف آنذاك، قراراً بتعيين مشرفة أستاذاً للرياضة التطبيقية فى الكلية ذاتها عام ١٩٢٦ فكان أول مصرى يشغل هذا المنصب إلى أن اختير وكيلاً للكلية عام ١٩٣٠م حتى عام ١٩٣٦م حيث اختارته حكومة الوفد عميداً للكلية، فكان أول عميد مصرى لها.كانت عقليته الواعيه و المتحضره تكسب احترام كل من تعامل معه و خاصة تلاميذة .كان يعطى كل طالب حقه و إن عارضه الآخريين ذوى العقول المتحجرة .
مصطفى مشرفه توفى فى يوم الاثنين 16/1/1950 و الشائعات شبه مؤكده أنه مات مسموما على يد جهاز الموساد الاسرائيلى لأنه من الواضح أن من هواياتهم قتل علماء الذرة المصريين مثل سميرة موسى . رحمهم الله و اسكنهم فسيح جناته كانوا من حفظة القرآن الكريم و بذلوا الكثير و الكثير من أجل نهضة بلدنا و لكن للأسف أيضا ضاع حلمهم . و اسال نفسى كثيرا متى يتحقق حلمهم .